لغز الجريمة في فيلا الجبل

 لغز الجريمة في فيلا الجبل







في أحد الأحياء الهادئة على أطراف المدينة، تقع فيلا جميلة تطل على جبل مغطى بالأشجار الكثيفة. فيلا الجبل كانت ملكًا لرجل أعمال شهير يُدعى كريم الشامي، المعروف بثرائه وعلاقاته الواسعة في المجتمع. ولكن في أحد الليالي الهادئة، تحولت هذه الفيلا إلى مسرح لجريمة مروعة هزت الأوساط الاجتماعية.

في صباح يوم الجمعة، اكتشفت الخادمة جثة كريم الشامي ملقاة على الأرض في غرفة المعيشة.


كان المشهد مروعًا، حيث كان كريم ملطخًا بالدماء وآثار العراك واضحة في المكان. سارع الجيران بالاتصال بالشرطة التي وصلت على الفور لتبدأ التحقيق في ملابسات الجريمة.


بدأت الشرطة بالتحقيق مع جميع الأشخاص المقربين من الضحية، بما في ذلك أفراد عائلته وموظفيه.


كان لدى كريم ثلاثة أبناء، وهم علي وسارة ونادية. علي، الابن الأكبر، كان يدير بعض أعمال والده وكان معروفًا بنزاعاته المتكررة مع والده حول إدارة الأعمال. سارة، الابنة الوسطى، كانت تعيش في مدينة أخرى وتعمل كمحامية ناجحة. أما نادية، الابنة الصغرى، فقد كانت تدرس في الخارج وعادت للتو قبل أسبوعين لزيارة العائلة.

توجهت الشكوك الأولى نحو علي بسبب خلافاته مع والده، لكنه نفى بشدة أي تورط في الجريمة وأكد أنه كان في اجتماع عمل وقت وقوع الحادثة.




كانت نادية آخر من رأى والدها على قيد الحياة، لكنها كانت تبدو مشوشة ومضطربة،


مما أثار الشكوك حولها أيضًا. أما سارة، فقد قدمت دليلًا قويًا على وجودها في المدينة الأخرى وقت وقوع الجريمة.

بعد تحقيق مكثف، اكتشف المحققون دليلًا جديدًا قادهم إلى مسار مختلف تمامًا. كانت هناك رسائل تهديدية تم إرسالها إلى كريم قبل أسبوع من مقتله،


وكانت موقعة باسم "صديق قديم". بعد فحص الرسائل والتعمق في العلاقات القديمة لكريم، تم الكشف عن أن كريم كان على خلاف مع 
شريكه السابق في العمل، ويدعى سمير.


سمير كان يعيش في الظل بعد أن ترك العمل مع كريم قبل سنوات. وعند استجوابه، اعترف سمير بأنه كان يرسل الرسائل ولكنه نفى أي تورط في الجريمة. ومع ذلك، كشفت التحقيقات عن وجود سمير في المدينة ليلة وقوع الجريمة، وأنه كان قد زار الفيلا.


بعد مواجهة سمير بالأدلة، انهار واعترف بجريمته. كان يشعر بالغضب والحقد تجاه كريم، الذي اعتبره مسؤولًا عن فشله في الأعمال وخسارته لكل شيء. قرر سمير الانتقام وقتل كريم، ولكنه حاول التمويه على جريمته بإرسال الرسائل التهديدية لتضليل الشرطة.

بهذا الاعتراف، انتهت فصول هذه الجريمة المروعة وتم إغلاق القضية.


عاد الهدوء إلى فيلا الجبل، ولكن ذكرى هذه الليلة المروعة ستظل محفورة في ذاكرة الجميع، تذكرهم بأن الطمع والحقد يمكن أن يقودا إلى مسارات مظلمة ومأساوية.

إرسال تعليق

0 تعليقات